هل سمعت من قبل عن مصطلح علم النفس الاكلينيكي؟ ولكن هل تعرف ما هو ومن هم الأشخاص المعنيين بالعمل به وكيف يمكن لك أن تجد وظائف علم النفس الاكلينيكي وما الفرق بينه وبين علم النفس؟
الكثير من الأسئلة تدور حول هذا المصطلح الذي يبدو نوعًا ما غريب بالنسبة للبعض، فالجميع يعلم علم النفس وهو العمل على مراقبة الاضطرابات السلوكية لدى الإنسان والعمل على حلها وإيجاد العلاج المناسب للمريض. أما بالنسبة لعلم النفس الإكلينيكي، يوجد بعض الاختلافات عن علم النفس فهو نوع من أنواع علم النفس ولكن مع بعض الإضافات والاختلافات التي تجعل منه علم مستقل بذاته. ما رأيك في نذهب الآن في جولة الآن لنكتشف ما هو علم النفس الاكلينكي وما هي وظائف علم النفس الاكلينيكي وكيف تدور طبيعة العمل فيه هذا العلم.
جدول المحتويات
ما المقصود بالعلاج الاكلينيكي؟
كلمة اكلينيكي هي كلمة تعود إلى اللغة اليونانية وتعني عيادة المرضى. والعلاج الاكلينيكي هو العلاج السريري الذي يتم من خلال ملاحظة المريض والقيام باختبارات وتحاليل له لمعرفة وضعه وللتأكد من طريقة العلاج المثالية.
علم النفس الإكلينيكي
علم النفس الاكلينيكي أو ما يطلق عليه علم النفس السريري هو الذي يقوم بدمج عنصرين رئيسيين، وهما:
- معرفة الاضطرابات النفسية والعقلية لدى المرضى والمشاكل التي يقابلونها في حياتهم اليومية.
- مراقبة الشخص المريض والقيام بتحليلات لشخصيته ومعرفة كل فروقه الشخصية.
يمكننا القول بأن علم النفس الاكلينيكي هو فرع من فروع علم النفس التي تقوم على دراسة الاضطرابات السلوكية سواء كانت نفسية أو عصبية أو عقلية ووضع كل هذه الاضطرابات في عين الاعتبار. ثم الانتقال إلى تحليل شخصية المريض من خلال القيام بالعديد من الاختبارات التي تهدف إلي معرفة الشخصية ونقاط القوة ونقاط الضعف لدي المرضي. وهذا التحليل هو المعنى لكلمة اكلينيكي، فهذا التحليل هو ما يصنع الفرق بين علم النفس وعلم النفس الاكلينيكي.
اقرأ المزيد: وظائف ليسانس اداب قسم اجتماع
مجالات و وظائف علم النفس الاكلينيكي
علم النفس الاكلينيكي من العلوم التي تُعتبر نوعًا ما حديثة، والتي مع ظهورها لم تلاقي الإعجاب الشديد إلا أنه مع مرور الوقت تمكن علم النفس الإكلينيكي أن يفرض نفسه على العلاج النفسي وبدأ في الانتشار وسرعان ما تزايدت مجالات العمل الخاصة بوظائف علم النفس الاكلينيكي في مختلف أنحاء العالم. ومن هذه مجالات العمل هم:
- المستشفيات النفسية والمصحات النفسية: حيث ستقدم الدعم النفسي للكثير من المرضى النفسيين المتواجدين في هذه المستشفيات أو المصحات.
- المدارس: حيث أن الأطفال عادة ما يعانون من الكثير من الأمراض النفسية الناجمة عن المشاكل الأسرية التي يرونها أمام أعينهم في سن صغير للغاية، وبالتالي فإن الأخصائي النفسي الاكلينيكي من الأشخاص الهامين جدًا في العيادة المتواجدة في المدرسة.
- بين صفوف الجيش والمدارس العسكرية: وهنا دور مهم جدًا في العمل على مساعدة وتهيئة الضباط والعساكر للحروب و تعافيهم من بعد أي حرب مروا به وفقدوا خلاله الكثير من زملائهم وأصدقائهم وأحبائهم.
- مجال الإرشاد: وهو عادة ما يتواجد في المدارس والجامعات والهدف منه هو توجيه الطلاب والشباب إلى ما هو فيه صالح لهم وبعدهم عن أى فتن أو مغريات قد ينساقوا إليها وقد تؤدي في النهاية إلى دخولهم في منحنى خطر في حياتهم.
- عيادات الإقلاع عن الإدمان: من الأماكن التي تحتاج إلى أخصائي علم نفس اكلينيكي يساعد المرضي على تخطي مرحلة التعافي من تعاطي المخدرات والعمل على معرفة أسباب إدمانهم الذي يكون سبب نفسي في أغلب الأحيان والعمل على حله لمنع العودة مرة أخرى إلى الإدمان.
- السجون: من مجالات وظائف علم النفس الاكلينيكي هي السجون، حيث أن المساجين ما دفعهم إلى القيام بارتكاب أي جريمة يعود دائمًا وأبدًا إلي أسباب نفسية والعمل على معالجة هذا السبب يعمل على تقويم سلوك المساجين ويساهم على منع ارتكابهم لجرائم مرة أخرى.
- مجال الصناعة والإنتاج: حيث يساهم علماء النفس الاكلينيكي إلى تحليل سلوكيات العمال، مما يساعده على تقديم حلول مريحة لهم في عملهم وبالتالي سيزيد ذلك من إنتاجهم.
اقرأ المزيد: مسمى خريج علوم الحاسب
وسائل علم النفس الإكلينيكي في التقييم
كما ذكرنا مسبقًا بأن علم النفس الاكلينيكي يقوم على تحليل شخصية المرضى ومعرفة نقاط القوة والضعف لديهم، لتتمكن من تقييم حالتهم المرضية والعمل على إيجاد أفضل علاج لكل مريض على حدة وفقَا لحالته النفسية وشخصيته. ويتم ذلك التقييم على 4 أسس رئيسية وهم:
-
تشخيص الأمراض النفسية
في هذه المرحلة يبدأ الأخصائي النفسي الاكلينيكي في القيام ببعض الاختبارات، والزيارات المتكررة ليتمكن من تشخيص الحالة النفسية للمريض ووضعه.
حيث أن هذه الاختبارات قد تقوم في بعض الأحيان بالكشف عن الأسباب الرئيسية وراء هذا المرض، مع القدرة على التنبؤ بالتطورات التي قد تحدث على شخصية المريض في حال التزم بالعلاج أو في حال لم يلتزم بالعلاج.
-
العلاج
العلاج من الأمور المهمة وهي الهدف الرئيسي لمهنة الأخصائي النفسي الاكلينيكي، حيث أن دورك هو أن تقوم بالعمل على حل كل المشاكل النفسية لدى المرضى. والعلاج الذي يستطيع أخصائيين علم النفس الاكلينيكي اعتماده هو العلاج السلوكي من خلال العمل على تعديل السلوك الخاص بالشخص ليستطيع تقبل الوضع والمشاكل التي تخلق له أزمات نفسية، والعلاج السلوكي يكون قائمًا على العديد من النظريات العلمية سواء نظرية التحليل النفسي أو نظريات الإنسانية أو نظريات التعلم أو نظريات المعرفة العقلانية.
-
البحث
الخطوة الثالثة في التقييم هي البحث، وأن علم النفس الاكلينيكي يجب أن يكون قائم على البحث حيث أن البحث سيساعدك على معرفة الكثير والقدرة على إيجاد طرق العلاج السليمة والمناسبة. والبحث يتركز على العديد من المحاور الرئيسية وهم:
- القيام بالتحاليل السلوكية على الحيوانات والهدف منها هو الوصول إلى افتراضات محددة عن الاضطرابات النفسية والعقلية.
- اكتشاف الفروق الفردية الناتجة عن الاضطرابات النفسية.
- التدقيق العلمي والبحث لمعرفة أسباب الاضطرابات النفسية.
- إجراء مختلف المقارنات بين أنواع العلاج المختلفة.
- اكتشاف الدلائل المختلفة التي تبين بأن المريض يسير على مسيرة العلاج التي وضعتها له.
-
الاستشارة وتقديم النصح
أما الخطوة الأخيرة في التقييم هو أن تقوم بالاستشارة وتقديم النصح إلي الاخصائيين النفسيين الإكلينيكيين الأخرين من خلال تشخيص الحالات المرضية بنفسه من أجل مساعدة الأخصائيين النفسيين على تقييم الحالات المرضية والعمل على وضع خطة علاج سليمة.
المؤسسات المختصة بعلم النفس الإكلينيكي
كان علم النفس الاكلينكي غريبًا في أوائل القرن العشرين، ففي عام 1917 تم تأسيس جمعية علم النفس الاكلينيكي في الولايات المتحدة الأمريكية. ولكنها لم تكن لها شأن كبير، حتى عام 1919 الذي بدأ الاعتراف أكثر بهذا العلم حيث قامت جمعية علم النفس الأمريكية بتخصيص قسم لعلم النفس الاكلينيكي، والذي بدأ في إصدار شهادات متخصصة في هذا المجال حتى عام 1927.
وفي عام 1930 ، اتحدت العديد من مؤسسات علم النفس وقاموا بتشكيل الجمعية الأمريكية لعلم النفس التطبيقي، وكانت هذه الجمعية هي المكان الرسمي لعلماء النفس بعد الحرب العالمية الثانية.
أما في عام 1945، تم إعادة تنظيم جمعية علم النفس الأمريكية، وخصصت قسم خاص بعلم النفس الإكلينيكي.
وبعد ذلك على مدار السنوات، استمرت المؤسسات النفسية في التطور وبدأت إنشاء العديد من الرابطات والمؤسسات الخاصة بعلم النفس وعلم النفس الاكلينيكي في كل دولة.
ممارسة المختصين لعلم النفس الإكلينيكي
عادة ما يمتلك الأطباء المتخصصون في علم النفس الإكلينيكي الكثير من الخبرة، مما يجعل تواجدهم في مقتصر على بعض الأماكن والمجالات الخاصة بهم، وبشكل كبير نجد بأن علماء النفس الإكلينيكيين المتخصصين في المجال يفضلون دائمًا العمل في الجزء المتعلق بالأبحاث والدراسات المتعمقة في هذا المجال، ومن ثم يصبحون مدرسين في الجامعات.
ونجد أيضًا أصحاب الخبرات في علم النفس الاكلينيكي عادة ما يقدمون الاستشارات النفسية إلي مرضاهم في عيادتهم الخاصة أو في المستشفيات الكبيرة والمرموقة.
وبسبب خبراتهم الكبيرة، عادة ما تستعين بهم المجالات العسكرية بشكل كبير لتقديم الدعم النفسي للضباط والعساكر بشكل مستمر وتعزيز روحهم النفسية بشكل مستمر.
كما أن وجودهم ضروري في الجرائم الكبيرة حيث يتمكنون من مساعدة الشرطة والطب الجنائي على اكتشاف ملابسات الجريمة.
الاسألة الشائعة
هناك بعض الأسئلة الشائعة المتعلقة بعلم النفس الاكلينيكي، جمعنا لك مع ذكر أجوبتها حتى تصبح على دراية تامة بهذا العلم.
-
ما الفرق بين علم النفس و علم النفس الاكلينيكي؟
الفرق بين علم النفس وعلم النفس الاكلينيكي هو بأن علم النفس هو العلم الذي يعمل على الإضطرابات النفسية والعقلية الخاصة بالمريض والعمل على حلها وإيجاد العلاج المثالي لها. بينما علم النفس الاكلينيكي هو علم النفس القائم على دراسة الاضطرابات النفسية والعقلية الخاصة بالمريض ولكن يضاف إليه تحليل شخصية المريض والقيام بالاختبارات المختلفة لاكتشاف الفروق الفردية بين كل مريض. وهذا هو الفارق الوحيد بين علم النفس وعلم النفس الاكلينيكي.
-
ما هو العلاج السريري؟
العلاج السريري هو مراقبة المريض من خلال القيام بالاختبارات والتحاليل المختلفة التي تعمل على معرفة وضع المريض وحالته بالتفصيل.
في النهاية، أن علم النفس الاكلينيكي يتطور يومًا بعد يومًا وتزداد فرص وظائف علم النفس الاكلينيكي بشكل ملحوظ حيث تحتاج إليه كل المجتمعات من أجل العمل على تقويم سلوك الإنسان بطريقة علمية وسليمة قائمة على البحث والتدقيق المستمر.